يعتبر رفض إبليس السجود لآدم عليه السلام أحد أبرز أحداث التمرد في التاريخ الديني، وقد تناول الشيخ الشعراوي هذا الحدث بتفاصيل تعكس عمق فهمه وتعليمه.
قبل خلق آدم عليه السلام، عصى إبليس ربه بعد أن كان من العباد الصالحين، عندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، كان إبليس من بين هؤلاء الذين رفضوا الامتثال لأمر الله، وأبدى تمردًا غير مبرر.
كان إبليس، الذي كان من الجن وليس من الملائكة، يعيش في عوالم مختلفة، وقد استشعر عظمة نفسه وتفوقه على آدم، ورفض السجود له.
في تفسير الشيخ الشعراوي، يتضح أن إبليس اعتبر نفسه أفضل من آدم لأنه مخلوق من نار، بينما آدم مخلوق من طين. وهذا الشعور بالاستعلاء جعله يتحدى إرادة الله ويعصي أمره.
الشيخ الشعراوي يبرز أن هذا التحدي ليس مجرد رفض لأمر الله، بل هو تجسيد للكبرياء والعصيان الذي ينشأ عن الاعتقاد بالتميز والذاتية.
أما الملائكة، فكانت في موقف محايد، حيث نفذت أمر الله كما هو دون تردد أو اعتراض، لم يكن لديهم دور في إقناع إبليس أو مواجهته، بل كانوا مجرد منفذين للأوامر الإلهية.
الشيخ الشعراوي يوضح أن هذا يتماشى مع طاعة الملائكة المطلقة لله، والتي لا تتضمن مجالاً للمعارضة أو الرفض.
هذه القصة تذكّرنا بضرورة تواضع الإنسان وتجنب الكبرياء، والاعتراف بأن جميع البشر متساوون أمام الله، وأن الطاعة والامتثال لأوامر الله هي السبيل الوحيد لنيل رضاه.